واشنطن تطلب سحب تقرير يحذر من مجاعة وشيكة في غزة وسط انتقادات حقوقية

واشنطن تطلب سحب تقرير يحذر من مجاعة وشيكة في غزة وسط انتقادات حقوقية
أزمة الجوع ومعاناة الحصول على مساعدات في غزة

 

سحبت "شبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعات"، المنظمة الرائدة في مراقبة أزمات الغذاء العالمية، تقريرًا يحذر من حدوث مجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة بسبب الحصار شبه الكامل، وذلك بطلب من الولايات المتحدة بعد انتقادات علنية من السفير الأمريكي لدى إسرائيل، جاكوب ليو.

اتهامات بتسييس تقارير المجاعة

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الخميس، أن طلب السحب أثار اتهامات بأن دور الشبكة، التي تمولها الولايات المتحدة وتستند إلى تقييمات خبراء مستقلين، قد تأثر بالاعتبارات السياسية، وقال حقوقيون إن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول حيادية عمل الشبكة، مشيرين إلى أن إعلان المجاعة قد يمثل إحراجًا لإسرائيل، التي تدعي أن حربها في غزة تستهدف حماس وليس المدنيين.

أكدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، التي تمول الشبكة، أنها طلبت مراجعة التقرير بسبب "تناقضات" في تقديرات السكان وبيانات أخرى، وأوضحت أن التقرير، الذي صدر يوم الاثنين الماضي، لم يُدرج ضمن التحديثات الرئيسية على موقع الشبكة لكنه ظل متاحًا عبر رابط خاص.

وأشار السفير ليو إلى أن التقرير "غير دقيق" و"غير مسؤول"، مبينًا أن نتائجه لم تأخذ في الاعتبار الظروف المتغيرة في شمال غزة.

توقعات استمرار الحصار

ذكر التقرير المسحوب أن استمرار السياسات الإسرائيلية قد يؤدي إلى وفاة ما بين اثنين و15 شخصًا يوميًا في شمال غزة بسبب الجوع والأمراض المرتبطة به بين يناير ومارس المقبلين.

تأسست "شبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعات" في الثمانينيات بمبادرة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتقديم تقييمات محايدة وبيانات دقيقة حول أزمات الغذاء، بما في ذلك في مناطق النزاعات، وتساعد نتائجها في توجيه قرارات المساعدات الدولية.

الحرب على قطاع غزة               

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.300 مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية